عنوان کتاب : شهر الله فی الکتاب و السنه
نویسنده : محمد محمدی ری شهری
همکاری : رسول افقی
قطع : وزیری
جلد : 1
نوبت چاپ : دوم
تاریخ انتشار : 1389
ناشر : سازمان چاپ و نشر دار الحدیث جستجو در Lib.ir

شهر الله فی الکتاب و السنه

المقدّمة

الحمد للَّه‏ ربّ العالمين والصلاة والسلام على عبده المصطفى‏ محمّد وآله الطاهرين وأصحابه الأخيار الميامين‏

من المنظور الإسلامي تكمن فلسفة خلق الإنسان والغاية المرجوّة من وجوده، بإعداده لبلوغ الكمال المطلق، ومِن ثَمَّ فإنَّ كلّ ما جاء في النصوص الإسلامية باعتباره سرّاً لبعث الأنبياء والرسل الإلهيّين كالعدالة والعلم والحرية، إنّما هو مقدّمة لتربية الإنسان، والارتفاع به إلى مستوى الإنسان الكامل.

تأسيساً على هذا الفهم ينبغي لمن يؤمن بالإسلام وينتمي لهذا الدين، أن يغتنم كلّ فرصة تسنح له ويستفيد منها لتحقيق هذا الهدف الجليل، ولكن يبقى شهر رمضان بالنسبة للسالك إلى اللَّه فرصة ثمينة لا تضاهى‏ لمن يحسن أن يغتنمها، إذ بمقدوره أن يتوغّل في هذا الطريق ويطوي في ليلة واحدة مسار ألف شهر، على ما ينصّ عليه القرآن الكريم: «لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مّنْ أَلْفِ شَهْرٍ».[۱]

فاللَّه سبحانه أعدّ في هذا الشهر الفضيل ضيافةً خاصّةً لتنمية الروح، بحيث يصبحُ بمقدورها أن تُحدث في الحياة المعنوية للإنسان تحولًا عظيماً يفضي به إلى السعادة الدائمة، ويضمن له الفوز الأبدي.

بيد أنّ المسألة المهمّة في هذا المسار هي أن يعرف الإنسان الّذي يعتزم أن يدلف إلى عالم هذه الضيافة الرحبة، إلى أينَ ذاهب هو؟ وما معنى ضيافة اللَّه؟ وكيف ينبغي‏ له أن يدخلها؟ ثُمَّ ماذا عليه أن يفعل؟ وكيف ينهض بمسؤوليتها؟ وكيف يخرج منها؟

فمعرفة ذلك كلّه ضروري، لكي ينعم الإنسان بهذه الضيافة ويستفيد منها كما ينبغي.

وهذا الكتاب يأتي خطوة على هذا الطريق، بما ينهض به من تقديم إجاباتٍ ضافيةٍ للأسئلة المذكورة، مستمدّةً من القرآن الكريم والنصوص الحديثية.

منهجية الكتاب‏

يستند منهجنا في البحث والتحقيق والتوثيق في هذه الموسوعة، إلى العناصر التالية:

۱. إنّ الأحاديث المرويّة عن أهل بيت رسول اللَّه- صلوات اللَّه عليهم أجمعين- من وجهة نظرنا هي في حقيقتها حديث رسول اللَّه صلى الله عليه و آله، كما قال الإمام عليُّ بن موسى الرضا عليهما السلام: «إنّا عَنِ اللَّهِ وعَن رَسولِهِ نُحَدِّثُ»[۲]، وكما قال الإمام جعفرُ بنُ محمّد الصادق عليهما السلام: «حَديثي حَديثُ أبي، وحَديثُ أبي حَديثُ جَدّي، وحَديثُ جَدّي حَديثُ الحُسَينِ، وحَديثُ الحُسَينِ عليه السلام حَديثُ الحَسَنِ عليه السلام، وحَديثُ الحَسَنِ حَديثُ أميرِ المُؤمِنينَ عليهم السلام، وحَديثُ أميرِ المُؤمِنينَ حَديثُ رَسولِ اللَّهِ صلى الله عليه و آله، وحَديثُ رَسولِ اللَّهِ قَولُ اللَّهِ عز و جل».[۳] من هذا المنظور تأتي كلمة «السنّة» في عنوان الكتاب لتعبّر عن هذا المدلول، وتؤدّي المعنى الّذي يفيد باستخدام الكتاب لكلّ الأحاديث الواردة عن النَّبي وأهل بيته عليهم السلام على حدّ سواء.

۲. لقد بذلنا ما بوسعنا لجمع الروايات المتعلّقة بكلّ موضوع من مختلف المصادر الروائية الشيعية والسنّية، ثُمَّ عمدنا إلى تصنيفها من خلال المطالعة المباشرة، وعبر الاستعانة بجهاز الحاسوب الآلي، وتوزيعها على بطاقاتها الخاصّة؛ ليصار بعدئذٍ إلى انتخاب أشملها وأوثقها وأقدمها مصدراً، أمّا بشأن الأدعية الّتي لا تستند إلى المعصومين، فقد أغضينا الطرف عنها ولم نستفد منها إلّإ

في موارد محدودة.

۳. حاولنا اجتناب تكرار الروايات، إلّافي الحالات التالية:

أ- عند وجود نكتة مهمّة كامنة في تفاوت الألفاظ والمصطلحات.

ب- إذا كان هناك اختلاف في الألفاظ بين النصوص الحديثية الشيعية والسنّية.

ج- إذا كان نصّ الرواية متعلقاً ببابين، بشرط ألّا يزيد على سطر واحد.

۴. في حال تعدّد النصوص على النحو الّذي بعضها عن النَّبي صلى الله عليه و آله وبعضها عن الأئمّة عليهم السلام، يأخذ حديث النَّبي صلى الله عليه و آله موقعه في المتن، ثُمَّ نحيل إلى عناوين روايات بقيّة المعصومين ونوثّق لها في الهامش، ما عدا إذا انطوت الرواية على عنصر جديد فحينئذٍ تأخذ موقعها في المتن أيضاً.

۵. بعد ذكر آيات الباب وما يرتبط بكلّ موضوع، نذكر الروايات الواردة عن المعصومين عليهم السلام على التوالي، ابتداءً من النَّبي صلى الله عليه و آله وانتهاءً بالإمام المهدي عليه السلام، إلّاإذا وُجِدَت هناك رواية مفسّرة لآيات الباب، فهي تقدَّم على سائر الروايات، أو أن يستلزم التناسب الموضوعي بين النصوص الروائية ترتيباً آخر.

۶. نثبّت في مطلع كلّ رواية اسم النَّبي صلى الله عليه و آله، أو المعصوم الّذي ننقل عنه وحسب، ما خلا الحالات الّتي ينقل فيها الراوي فعل المعصوم، أو هناك سؤال وجواب، أو الراوي قد أورد في المتن قولًا لا يدخل ضمن كلام المروي عنه.

۷. بسبب تعدّد ألقاب المعصومين عليهم السلام والأسماء الّتي تستعمل في الدلالة عليهم، بادرنا إلى انتخاب اسم واحد يعبر عن صيغة ثابتة في الدلالة على المعصوم، يجي‏ء في أول الرواية.

۸. تمَّ تثبيت مصادر الروايات والتوثيق لها في الهوامش، تبعاً لترتيب يقدَّم المصدر الأكثر اعتباراً، ثُمَّ الّذي يليه بدرجة الاعتبار وهكذا، ولكن ربّما لم نراعِ هذا الترتيب بعد ذكر المصدر الأوّل لمقتضيات لا تخفى على أهل التحقيق؛ منها احتراز عدم تكرار ذكر اختلاف المصادر، ولعدم تكرار الراوي أو المروي عنه أيضاً.

۹. عند توفّر المصادر الأوّلية ينقل الحديث منها مباشرةً، ثُمَّ يضاف إليها في الهامش «بحار الأنوار» في أحاديث الشيعة و «كنز العمّال» في أحاديث أهل‏  السنّة، بوصفهما مصدرين حديثيين جامعين.

۱۰. بعد ذكر المصادر قد تأتي أحياناً إحالة على مصادر اخرى اشير إليها بكلمة: «انظر»؛ ممّا يعني في نسق هذه المنهجية وجود اختلاف كبير بين النصّ المنقول، والنصّ المُحال عليه، وإن كان للنصّ الأخير صلة بموضوع البحث.

۱۱. تأتي الإحالات إلى أبواب اخرى من هذا الكتاب، تبعاً لوجود الارتباط بينها، وبما يتناسب مع اشتراك المحتوى بين رواياتها.

۱۲. تهدف المداخل المخصَّصة للفصول أو الإيضاحات والاستنتاجات الّتي تعقبها، إلى إعطاء رؤية شاملة للروايات الّتي تنتظم ذلك الفصل أو الباب، وقد تنهض أحياناً بتذليل ما قد يكتنف بعض الأحاديث من صعوبات وما يعتورها من غموض.

۱۳. على أنَّ النقطة الأهمّ في هذه المنهجية، هي المساعي الّتي بذلناها بقدر ما نستطيع، لتوفير ضرب من التوثيق الباعث للاطمئنان بصدور أحاديث كلّ فصل عن المعصوم، ولو من حيث المجموع، عن طريق دعم مضمون أحاديث كلّ فصل أو باب، بالقرائن العقلية والنقلية.

وفي هذه الخاتمة، أرى‏ لزاماً عليّ، أن أتقدّم بعظيم شكرى ووافر امتنانى إلى جميع السّادة الأفاضل والمحقّقين الأعزّاء في «مركز دراسات دار الحديث» لما بذلوه من جهود مشكورة ومساعٍ محمودة، في إعداد هذا الأثر النفيس وإصداره، خاصّة الأخ الفاضل رسول أُفقي الّذي اضطلع بالمهمّة الأساسيّة وتحمّل العب‏ء الكبير في سبيل ذلك والأخ الفاضل مرتضى خوش نصيب الذي ساهم في إعداد قسم منها، متضرّعاً إلى اللَّه سبحانه لطلب المزيد من التوفيق لجميع الأعزّاء فى سبيل إعلاء راية الثقافة الإسلاميّة، والمساهمة في نشر معارف أهل البيت عليهم السلام والتّثقّف بكلماتهم الوضّاءة.

ربّنا تقبّل منّا، إنّك أنت العزيز الحكيم.

محمّد محمّدي الرَّيشَهري‏

۲۲ جمادى الآخرة/ ۱۴۲۳ ه

الموافق ۳۱/ ۸/ ۲۰۰۲ م‏

 

[۱] ( ۱). القدر: ۳.

[۲] ( ۱). رجال الكشّي: ۲/ ۴۹۰/ ۴۰۱ عن يونس بن عبدالرحمن، بحار الأنوار: ۲/ ۲۵۰/ ۶۲.

[۳] ( ۲). الكافي: ۱/ ۵۳/ ۱۴، منية المريد: ۳۷۳ كلاهما عن هشام‏بن سالم‏وحمّادبن عثمان وغيرهما، الإرشاد: ۲/ ۱۸۶، بحار الأنوار: ۲/ ۱۷۹/ ۲۸. وانظر: أهل البيت في الكتاب والسنّة: ص ۱۸۸« حديثهم حديث رسول اللَّه».